ترحال: توجيه الطاقات لإستشراف المستقبل


أحد أبرز مشروعات ريادة الأعمال والإبتكار في السودان هو تطبيق النقل "ترحال" الذي أسسه الشاب السوداني الطموح محمد عمر الزاكي مع مؤسسين آخرين، والذي تجاوز مستخدميه عدة الآلاف في أنحاء السودان. "ترحال" هي خدمة نقل خاصة في السودان تقدم عبر تطبيق على الهواتف المحمولة يتيح طلب سيارة أجرة، لكن يشترط على طالب الخدمة أن يكون متصلاً بالإنترنت حتى يتسنى له الدخول للتطبيق، وتحديد موقعه ومن ثم تقديم طلبه.

وانتشرت الخدمة التي انطلقت منذ عامين في السودان، بعد الترويج لها عبر لوحات إعلانية ضخمة في الشوارع الرئيسية بالخرطوم، بجانب توزيع تطبيقات الشركات في مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و "تويتر". وبدأت كمبادرة من شباب سودانيين تجمعوا عبر تطبيق إلكتروني لوضع سياراتهم في خدمة الزبائن، لمنافسة سيارات التاكسي والأجرة التي ارتفعت أسعارها في الآونة الأخيرة بشكل كبير، وقد تحولت العاصمة بالفعل لقطاع نقل كبير مما خلق المزيد من فرص العمل للشباب في مواجهة الحاجة المتزايدة للنقل.

أحد أكبر مميزات هذا المشروع هي عدد الفرص الجديدة التي أتاحها لزيادة الدخل والإسهام في تخفيف بطالة الشباب سواء من خلال العمل في المؤسسة أو كموفر للخدمة "رحال"، يلي ذلك التوسع في الخدمات كإضافة خدمات للتوصيل أو للنقل متعدد السعات.

ومع الإنتشار الكبير للخدمة، ظهر عدد من كبير من مقدمي الخدمات في مختلف المجالات، ولكن المهم هو الأثر الذي خلفه نجاح "ترحال" في تعزيز التوجه الذي إنتهجته كثير من الشركات والمؤسسات في الإستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتوظيفها لخدمة الناس.

ورغم أنها لم تكن الشركة الأولى في هذا المجال في السودان، إلا أنها أثبتت جدارتها بين منافسيها من خلال التركيز على رفع مستوى جودة خدمة العملاء سواء في التواصل أو في الإستجابة للإفادات والشكاوي، وهذا ما أضاف قيمة أكبر لترحال.

وكنتيجة لتوفر الخدمة بسهولة إنضم آلاف من السودانيين لأسطول الخدمة عن طريق سياراتهم الخاصة أو الذين يستأجرونها للعمل في "ترحال" التي تضع معايير عالية للسيارات المستخدمة، كما تشترط مواصفات مشددة على السائقين، وتضع رقماً متاحاً للزبائن لتلقي أي شكاوى بصورة فورية بهدف تحقيق نسبة عالية من الأمان للزبائن. كما أطلقت مجموعة من الشابات مبادرة "ترحال نواعم" التي توفر خدمة خاصة للسيدات وتشجع قيادة الفتيات لسيارات الأجرة في الخرطوم.