آية ومناز: من الصفر إلى الإنجاز

وراء كل بدلة أو فستان أو حقيبة يد يقتنيها المشاهير قصة كفاح لا تصل في غالب الأحيان إلى مسامع العالم ولا يحالفها الحظ في فتح أبواب النجاح لأصحابها لكن المصريتين آية ومناز عبدالرؤوف كانتا محظوظتين وقررتا مشاركة المحتاجين شهرتهما العالمية. قصة آية (26 عامًا) ومناز عبد الرؤوف (25 عامًا) هما أختان من مصر، درستا في الجامعة الأمريكية، قررتا بعد تخرجهما احتراف مجال الموضة لتُصبحا بعد ذلك من الوجوه المعروفة كمصممين عالميين للحقائب المصّنعة من الجلود الطبيعية.

تقول مناز: “بعد التخرج بدأنا رسم ملامح مشروعنا في مجال تصميم الحقائب من الجلود الطبيعية ولم يكن معنا مايزيد على 1,000 دولار، ولم يكن الهدف الربح السريع أو صناعة ماركة جديدة وحسب، بل مساعدة النساء الغارمات في قرى ومحافظات مصر المختلفة ممن يحاولن تسديد ديونهن بجمع المال من الأعمال اليدوية اللاتي يستطعن القيام بها داخل منازلهن، مثل التطريز والتفنن في أعمال الكروشيه المختلفة."

وتقول آية : “صناعة ماركة فى دنيا الموضة ليس بالأمر المستحيل ولكنه صعب؛ وذلك لأنّه من المفروض الوصول إلى أغلب الأذواق لأنّ إرضاء الناس غاية لا تنال بسهولة، ولكننا وُفقنا للوصول إلى هذه المرحلة وأصبحت ماركة “أختين” موجودة في أغلب العواصم العربية، والتي تُقدّم موديلات لحقائب مميزة من خامات مصرية 100%.

ومع إطلاق المشروع عام 2013، سعت الأختان الى وضع توجهات جديدة للموضة عبر تعزيز الحرفية المصرية، وطرح تصاميم جديدة على العالم كله مصنوعة في مصر لتنافس الماركات العالمية. أسست آية ومناز علامة “أختين” للحقائب الفاخرة المصنوعة يدويا وتستلهمان التصميمات من الفن المعماري القديم في القاهرة، كما تحرصان على الاستعانة بعمال مصريين محتاجين لمساعدتهم على إعالة عائلاتهم.

وقالت الشقيقتان صاحبتا العلامة التجارية المحلية “أختين” إن مبيعاتهما تضاعفت بمقدار ثلاثة أمثال بعد نشر صورة واتسون وأصبحت الحقيبة التي ظهرت فيها هي الأكثر مبيعا، وتبعها المزيد من النجوم بما في ذلك إيما روبرتس وبريتاني سنو. لكن على الرغم من شعور آية ومناز بسعادة غامرة لتحقيقهما ظهورا عالميا في أقل من عامين من إطلاق العلامة التجارية إلا أن الشقيقتين لديهما خطط أخرى.

وأضافت مناز “أختين هي علامة تجارية مصرية نحاول من خلال وصولها للعالمية دعم نساء مصريات يكافحن من أجل مساعدة عائلاتهن. كل حقيبة تروي قصة كفاح امرأة مصرية”.

الشقيقتان لا تسعيان فقط لتقديم منتج جيد للزبائن. فحقائب أختين تصنع بالشراكة مع النساء الأقل حظا في جميع أنحاء البلاد. ومعظم هؤلاء النساء أرامل أو مطلقات يكافحن للحصول على دخل. فكل حقيبة من “أختين” عملت فيها امرأة مصرية تتقاضى راتبا من الشركة.

وقالت مناز “أنا أرسم وآية تصمم. كلانا يحب الفن منذ كنا صغارا. نحن نكمل بعضنا البعض ونعشق الموضة. نستخدم العديد من المواد لصناعة الحقائب وهي تختلف حسب التصاميم ونوع المادة، هناك حقائب مصنوعة من القش أو القماش أو الجلد”. وكجزء من عملهما الخيري يتم هذا العام إنتاج حقائب “أختين” بمساعدة الأطفال المحرومين. فقد صممت الأختان الرسومات وبعثتا بها إلى دور الأيتام ومراكز التوحد والمستشفيات حتى يتسنى للأطفال إتمام الرسوم. وبعد ذلك يتم طباعة أسماء الأطفال على المنتج النهائي بجانب شعار “أختين”. وتخطط آية ومناز لتكرار هذا النموذج في جميع مجموعاتهما في المستقبل.

وتُباع هذه المنتجات حاليا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وخدمة الرسائل على “واتس آب” في مصر والعديد من الدول العربية فضلا عن عدد قليل من الأسواق الدولية. ومع ذلك فإن الأختين الشابتين تأملان في أن يساعد إطلاق متجر على الإنترنت في جذب عملائهما بشكل أكبر. وقالت آية “إن العديد من العلامات التجارية المعروفة اليوم بدأت طريقها نحو الشهرة من مواقع التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام، وتأتينا اليوم طلبات كثيرة من خارج مصر مثل طوكيو واستراليا”. وأضافت “كان لدينا عائق في كيفية إيصال حقائبنا إلى الزبائن خارج مصر لكننا تخطينا هذا المشكل عن طريق استثمارنا في متجر على الإنترنت. وهي أول تجربة لنا للدخول إلى السوق العالمية”.

وحملت الشهرة المفاجئة الكثير من المستثمرين المحليين والأجانب على التقرب منهما من أجل الحصول على أسهم في شركتهما، لكن آية ومناز ينسجان على منوالهما الخاص. وأصبحت “أختين” الآن من أشهر الماركات في القاهرة وتستعد الأختان لأسبوع الموضة في لندن خريف هذا العام.